
وكأنني كان ينقصني أن أسقط فى هذه الحفرة !!
يا إلهي كيف لم الاحظها !
لم اشعر إلا بجسدي يرتطم على الأرض ليتحطم الباقي مني ، وكأن تحطم روحي لم يكفي ؛ فاكتمل اليوم بتحطم جسدى .
لكن هذا ما استحقه .. كيف ألتفت للحفرة ؟ وأنا أسير فى هذا الطريق ولا اعلم لاي مكان تأخذني قدمي ؟!
لم ألاحظ هذا الطريق الملئ بالكسور وبقايا المبانى.
على كل حال لا يختلف الطريق عن داخلى .
أنا ايضًا محطمه .
بعد محاولات فاشلة للخروج من الحفرة ..
جلست لعل أحدا يمر الآن وينقذني من هذا المأزق ..
جلست وأنا متعبه حقا ، أفكر فيما حدث اليوم .
كنت منغمسه فى عملي مثل أي يوم ..
وفجأه سمعت صوته فى الخارج يتحدث مع الموظفين فى الشركة ..
إنه هو ! بعد غياب ثمانية أشهر !!
يأتى من جديد .. أسمع صوته الآن ، أسمع ضحكاته .
شعرت بقلبي ينتفض من مكانه وكأنه يريد أن يخرج من بين أضلعي ويذهب إليه .
ليسأل عن حاله ، وعن أسباب غيابه ، عن انقطاع اتصاله المفاجئ ؟
وكأن لم يكن بيننا اى شئ !
ثمانيه أشهر وأنا في حيرة لا تنتهي ، ألف سؤال يدور فى عقلى يوميا ..
الآن حان الوقت لافهم
لم أستطع الإنتظار حتي يأتي إلى المكتب ..
تقدمت خطوات نحو الباب ، فتحته بحرصٍ شديد ونظرت من خلفه ….
وبالفعل رأيته .
” قلبي ينتفض بشدة مثل كل مرة يراه لم يتغير شى منذ أن عرفته وقلبي يريد أن يخرج من بين أضلعي ويذهب إليه “
لكن غريب ! جميع الموظفين يلتفون حوله !!
سلام حار ،قبلات ، ابتسامات، وجوه مندهشه ومبتسمه ..
لا يعقل أن يكون هذا كله بسبب الغياب فقط !
لابد وأن هناك شىء آخر ،ولابد ان اعرفه .
امسكت حقيبتي وقررت أن أخرج ، على كل حال هذا ميعاد الإنصراف .
خرجت وكأنني لم ألاحظ وجوده ..
ولكن صوت أحد أصدقائي يناديني .
ألتفت اليهم وألقيت عليهم التحيه وانا اخطف نظرى اليه سريعا . لا يهم الآن لماذا غاب المهم انه امام عيني ، لقد اشتقت إليه حقا .
_ صوت صديقي نفسه “ألم تباركي لصديقنا على خطبته ” !!
…….
اقول لنفسي : هل ما سمعته هذا حقيقي ؟!
اشعر أن قلبي يسقط من أبعد سماء .
بصعوبه رسمت ابتسامتي .
باركت له ؛ وأنا أنظر إليه وفى عيني ألف سؤال وسؤال .
شعرت بالارتباك فى نظراته..
نظرت له وانا أبحث عن إجابه تنفي ما سمعته .
لكن الإجابه ليست فى العيون ، الاجابه هو ما يحدث الآن !!
انهيت حديثي معهم سريعًا ، وخرجت بقلب محطم اسير ولا اعرف الى أين ..
لم اشعر بنفسي إلا وأنا ارتطم بالارض !
على ما يبدو أنه يوم السقوط. السقوط فى المفاجآت وفى الصدمات ، واخيرًا فى الحفر !
بعد مرور ساعتين أخرجني العمال من الحفرة .
أكملت طريقي إلى البيت ، وأنا اتمني لو أن هناك عمال ينقذون القلوب التي سقطت وتهشمت !