
لا زلت مؤمناً
نعمه العبادي
في ملحمة صوفية عذرية يختلط فيها، سطور مزامير المناجاة معر قصائد العشق الاستثنائية، يأخذنا (جريمي وميليسا) من خلال (I still believe) وهما يشكلان مع جملة من الاحداث وابرزها اغاني جريمي التي هي في حقيقتها (ابتهالات ناسك)، إلى لوحة سريالية، اختزلتها ميليسا وهي تصف عجائب السموات ونجومها لحبيبها حين اخبرته بأن ذلك هو العجب.
(كن صالحاً) آخر عبارة توديع قالتها له أم جريمي وهو يتوجه الى الجامعة في بلدة اخرى، وخذ كيتارك واكتب به قصتك قالها الاب كامب وهو يهديه كيتار جديد ليمارس به موهبته بعد أن اعتذر عن اخذ كيتار والده، تنخط البدايات، لتأخذ مسارها التصاعدي في عشق ميليسا المعجزة والملهمة بكل شيء من احداث حياتها.
سرّع اليوم.. وصية ملهم الموسيقى لجريمي، فلا يوجد يوم دون ألم ومعاناة، اصنع موسيقاك التي تشفي وجع المعاناة ليتسرع اليوم ويحل عن اكتاف المعذبين.
في اول موعد غرامي لهما تقوده الى محل مشاهدة النجوم التي اعتادت عليه بعد ان ركز ذلك فيها والدها وهو يريها منظر النجوم من خلال سفينة في المحيط، تخبره هناك في مشهد ملائكي، أن مجرة درب التبانة فيها ثلاثة مليارات وهناك مجرات فيها اضعاف ذلك من النجوم، ثم تستدرك قائلة، ان رب كل هذه النجوم المشعة التي يعرفها كلها، يعرفني انا ايضا باسمي وقد خط لي قدري، وانه يرسم كونه عبر نجومه المزهرة.
السرطان البغيض الذي يشكل بفصوله كأفضل ملهماً للالم والامل، يرسم مع ميليسا صورتي الوصل مع الرب، حين كان الشفاء الاول معجزة استثنائية وحين كان الموت المبكر بعد الاعلان عن عجز كل الوسائل، طريقاً حيث الراحة الابدية، بعيداً عن الالم، وفي كل ذلك يكون الحب هو المزمار الوحيد الذي يلخص هذه المناجاة.
حين اعاد جريمي ميليسا الى قاعة الحفل لتذكر اول لحظة تعلقه بها، قالت له، هل تتذكر عندما قلت لي، ان بريق وضوء بعض النجوم يختلف عن بعضها الآخر؟ اجابها نعم، فعقبت ان النجوم الاكثر لمعاناً هي الاقصر عمراً، وعندما تموت تشعل الكون بمزيج من الاضواء التي تشع على كل المجرات.
في سريالية الوجد والعشق والالم والخلاص والشفاء والعروج، يأخذنا لا أزال مؤمناً في عوالم من الهمس الدافيء الذي يتخلل كنسمة في كل اودية الروح والقلب والعقل، وهو لمسة ضرورية تحتاجها ارواحنا المنشغلة هذه الايام بجائحة القلق، حيث المجهول يخيم على المشهد بظلاله الكثيفة.