المحاكاة_القاتلة سميرة_محمود

هل هذا فأسي؟ هل أنا قاتل؟كنت أركض خلفه مثل المجنون، وسط غابة كثيفة الأشجار، أحمل في يدي شيئًا ثقيلًا، أجره خلفي أحيانا وأصفر بصوت عالٍ وأنا أردد: سوف أجدك، لن تختبئ مني.
ثم أسمع صوت تكسر أغصان الشجر، فأركض مجددًا باتجاه الصوت شاهرًا ما بيدي.
“إنه الفأس؛ الفأس المخضب بالدم ثانية”
“أين أنا؟ وماذا أفعل؟”
أركض بأقصى سرعتي، نحو البيت المظلم، يدخل هو أو هي من الباب الأمامي، فاتبعه، ذلك الكيان المظلم، أسمع صوت أقدامه تصعد الدرج، فألحق به على مهل.
– أنت الآن في قبضتي، لا داعي للاختباء..
أصعد الدرج، وأنا أشحذ الفأس بمحاذاة الحائط المجاور، تستمر الخطوات في الصعود وأنا من خلفها، طابق بعد الآخر، حتى وصلت إلى الطابق الرابع، كان مظلمًا بالكامل، به باب لغرفة واحدة، وعلى اليمين سلم حديدي يستند إلى الحائط، ينتهي إلى فتحة تعلوه تُفضي إلى سطح البيت، صعدت السلم، فأقُفل غطاء الفتحة في وجهي، دفعته بقوة ممسكًا بالمقبض الداخلي له، حتى فتح، ثم خرجت إلى السطح في قفزة سريعة، كان فارغًا تمامًا، إلا من هذا الكيان المظلم بجوار الحافة، كان يصرخ وهو ينظر باتجاهي:
– لم أفعل شيئًا، صدقني، أرجوك.
– ليس الآن هو وقت الغفران، إنه وقت دفع الثمن.
– لم أفعل شيءً، لم أفعل شيءً.
اقتربُ منه متجهًا إلى الحافة، ما زال مظلمًا تمامًا، لا أستطيع تذكر من يكون أو تكون، أو ماذا فعل.
يعلو صراخه أكثر فأكثر، ولكني أتقدم في ثبات شاهرًا فأسي.
“هل هذا فأسي؟ هل أنا قاتل؟”
يرتجف أمامي ويعود إلى الخلف أكثر، يكاد يسقط وأنا أتقدم حتى أقف أمامه تماما.
“ماذا سيحدث؟ هل سأقتله؟”
فجأة يأتي صوتها من الخلف مجددًا، ألتفت إلى الصوت الذي يداعب أذني
“نور، لنخرج من هنا”
“إلى أين؟”
“تعالَ معي، سأريك الطريق”
أنظر خلفي مجددًا، اختفى هذا الكيان المظلم:
“هل سقط؟”
أنظر للأسفل، هناك يرقد جسد في ثبات، عيناه شاخصتان، تنظران إلي، ويقطر الدم من رأسه يروي الأرض بلون أحمر قاني.
“هل قتلته؟”
“نور.. اتبعني”
“انتظري .. هل أنا قاتل؟”
“اتبعني.. “
——–
انتظروني في معرض القاهرة الدولي للكتاب ٢٠٢٥ 💙💙
قاعة ١ جناح B٢٦
#المحاكاة_القاتلة #سميرة_محمود #همزة_للنشر_والتوزيع #معرض_القاهرة_للكتاب
نقلا عن صفحة الكاتبة الشخصية على فيسبوك