
أطلت النظر لعينيها حاولت استدراك ما يحدث لها لكنني عجزت وللمرة الأولي هذا حدث ؛ جبال الجليد تمادت واندثرت ملامحها بين الثلوج لا تبكي لا تصرخ لا تعاتب لا تتمادي في تصرفاتها باللامبالاة
تنظر إليّ بأعين زجاجية ولكنهُ لم يكن زجاجاً شفافاً بل معتماً للغاية
قررت تحيطم قيود الصمت مرة أخري وبدأت الحديث رغم أنني من هول ما رأيت نسيت قواعد اللغة وحروف الابجدية
ألن تلومينني ! عتابٌ متواصل بنبرات حاده تارة والتارة الاخري تشتعل منها نيران الغَيرة التي دائماً ما تنكرينها ينتهي ببكاءٍ طويل فأحتضن رأسك الصغير بين اضلعي وأخبرك أن معكِ ماتت نساء العالمين في عيني ؛ اعتذر عن إهمالي المتكرر وردودي البشعة واعتذر عن عودتي متأخراً واجبارك علي تناول الطعام بمفردك ؛ عن كل مره تَركتُكِ وذهبتُ لأصدقائي لتناول القهوة او حتي بضجري بأني مللت البيت ؛ عن نزواتي المتكرره ؛ أقبل يدكِ خجلاً عن كل مره قولتِ لي لا استطيع النوم احكِ لي قصه وتجاهلتك بقسوة متعللاً بمشاهدتي لفيلم لم أمل من مشاهدته قط إلا عندما هجرتني !
غابت الشمس عن بيتنا يا عزيزتي والقمر هاجر السماء وهناك قبال نافذتك تنظر ثلاث نجماتٍ خافتات
الورد في شرفتك يأبي أن يفتح عينيه وكأنه كارهٌ لي ويأبي رؤيتي
أنا انتظرك وشاشة التلفاز جهزنا جميع الأفلام التي كنتِ تريدين أن نشاهدها معاً وطبق الفشار اشتقت لرؤويتك وأنتِ تلتهمينه كطفلة بريئة بنت خمس سنوات فقط ، انتظرك وانتظر ردك بفارغ الصبر ؛ دام الصمت لدقائق ثم تركت ورقه ومضت كُتب عليها إن استطعت أن تعيد عقارب الساعة للوراء ساعات الانتظار والتواريخ بالسنوات سأعود كما كنت والي وقتها لا تجلعني ألتقِي بك صدفة ما كسرته هذه المرة لم يكن قابلا للترميم
اعتذر.
إسراء بدوي .