أمنية محمد تكتب : عن الكتاب الرائع صنايعية مصر

مراجعة لكتاب صنايعية مصر لعمر طاهر

. ما دعاني الى قراءته هو مقال د.أحمد خالد توفيق عنه و حماسه له …الحماس الذي كان في محله تماما …و ذكرني بعدة كتب يمكن اطلاق لقب كتب الكبسولات الثقافيه عليها…سأذكرها في منشور آخر..

اذا كان العلم هو معرفة كل شيء عن موضوع معين ( او معظم الاشياء) فالثقافه هي معرفة شيء عن كل شيء…و الكتاب الذي يمكن اعتباره كبسولة ثقافيه هو الكتاب الذي يعطيك أكبر كم من المعلومات عن موضوع معين لا تعرف عنه شيئا أو تعرف أقل القليل… بأسلوب شيق و ليس بأسلوب تقريري كالمعتمد في الكتب المتخصصه عن هذا الموضوع…هو الكتاب الذي ان قرأته اكتفيت و ان بحثت عما جاء به زدت و استفدت
🙂

صنايعية مصر …هذا الكتاب الرائع الذي يعصر القلب عصرا…الذي يصيبك بحالة من الارتباك في مشاعرك..فلا تعرف ان كان ما تشعر به فخرا أم خجلا…حزنا أم فرحا …تقرأه فترتسم الابتسامه على شفتيك و تقف الغصة في حلقك في نفس الوقت …
الكتاب عباره عن مقالات مجمعه للكاتب الصحفي عمر طاهر…و هو ايضا مؤلف أغاني و أفلام مثل (طير انت- يوم ملوش لازمه) …و قد تم اضافة هوامش لهذه المقالات تضم معلومات عرفها الكاتب بعد كتابة هذه المقالات… وفي كل مقال قصة شخصيه…و اسلوب الكتابه يتداخل بين القصه و التقرير…و بين ذكر مشاهد معينه في حياة الشخصيه و التعريف بقصتها ككل

تتحدث هذه المقالات عن شخصيات صنعت تاريخ مصر الحديث في كل المجالات …ليست الشخصيات السياسيه كعادة من يتحدث عن التاريخ … و ان كان الجانب السياسي لا يخفى في قصة كل شخصيه كشخصيه عامه تتأثر بالأحداث و غالبا هو الجانب التعيس أو مسبب التعاسه للشخصيه و للقارئ…و هذا هو سبب المشاعر المتناقضه التي تنتاب من يقرأ هذه السير …ما بين الفخر بما فعله هؤلاء الأشخاص للوطن…و الخجل من عدم اكمال مسيرتهم بل و التخلف عنها…ما بين السعاده بانجازتهم و الحزن على ما لاقوه من نكران للجميل …لذلك يمكن تلخيص أحداث سيرهم في جملة من كلمتين…جزاء سنمار …ذلك المهندس الذي تم القاؤه من فوق قصر شيده بنفسه
🙁

لم يفرق الكتاب ما بين شخصية و أخرى من ناحية الدين أو المنصب أو المجال …فتم ذكر أسماء في مجالات الصناعه و الصحه و الهندسه و الصحافه و العمل الحكومي و الفن بأنواعه و قراءة القرءان و الدفاع عن الوطن …بل حتى لم يفرق بينهم في الجنسيه فتم ذكر سير شخصيات غير مصريه ساهمت في رسم تاريخ مصر و رفعة شأنها …

الكتاب يثير الذكريات لمن كانت طفولته و شبابه في السبعينيات و الثمانينيات…و يضيف اليهم معلومات لا يعرفوها عن تلك الاشياء التي ترسم شخصياتهم…و يعرف من كان أصغر بملامح عن مصر في هذا الزمن لانرى منها الا أثارا لا نعلم معناها و دلالتها …و يعلمنا جميعا أن من يبقى عمله هو من يرضي ضميره أيا كانت دوافعه دينية أو انسانية…و أن هذه الدنيا دار ابتلاء لا تفرق في ابتلائها ما بين طيب و شرير بل قد يكون بلاؤها لصاحب الخير أقوى…و أن نكران الجميل طبع أصيل في الانسان فلا يتذكر الا اللقمة التي في فمه و مبدأه في الحياه…اللي فات …مات

أمنية محمد

https://www.facebook.com/omnya.mohamed.927758

Related Posts

“فزّاعة الموت”.. كتاب جديد لـ”عمر غازي” يتناول العلاقة بين الفقد والحياة

صدر حديثَا عن أوراق للنشر والتوزيع في القاهرة، للكاتب والإعلامي عمر غازي كتاب بعنوان “فزّاعة الموت”، يتناول فيه موضوع الموت من منظور تأملي وفلسفي ونفسي، في محاولة لفهم أعمق للعلاقة المعقدة بين…

باسم خندقجي في تنمية ٣١ اكتوبر

نشرت صفحة مكتبة تنمية : لقاءٌ طال انتظاره ✨️يسعدنا في مكتبة تنمية، بالتعاون مع السفارة الفلسطينية في القاهرة، دعوتكم إلى حفل التوقيع والمناقشة الأول لأعمال الكاتب باسم خندقجي في مكتبة…