
كأنه كان ينقصني أن اسقط في هذه الحفرة مرة أخرى..
إنه الحب، فشعور المحبة كان كصباح بدأ بضبابية في الرؤية تسبق يوم شديد الحرارة، في البداية يكون لطيف إن كان بالمعقول، بعدها يعم الضباب الذي يُشتت رؤيتك للأمور ويُبعثرك.
كنت أجهل معناه ويا ليتني استمريت على جهلي، لم يكن مستحيلاً بهذا القدر، لكني أصريت أنه ليس هنالك من عنتر ولا عبلة ولا حتى قيس ولا ليلى، كلها كانت أساطير في نظري، إلا واحدة فقط! وهي بكاء الاطلال، كنت أثق بالحزن والشقاء أكثر مما كنت اصدق في وجود حب حقيقي في هذا العالم المخوخ نفسيًا، ورغم كل الحذر والمماطلات!
أحببتها وشعرت أن الكون دونها يُشقيني، وأنه ليس من علاج دونها يشفيني، وان بحور الشعر لم تكن ستة عشر بيتًا.
كنت أظن بها كل الخير، حتى وجدتني أبله أسير حبها، لم تكن تبادلني، لقد تسرعت فأخطأت في حق نفسي، وأجبرت نفسي على أن تغادرني، ومع الوقت أصبحت متأكد انني من حفرت لنفسي هذه الحفرة لم يكن غيري، انا استحق الحب ولكن ليس من الذي يشعر وكانني اتسول منه جرعات الحب، فالحب لا يأتي أمرًا، اما كامل أو لا.
عُدت لوحدتي وتداركت وقوعي في حفرة حبي الفاسد غير المكتمل، لكني لم انسْ رغم نسيانها.
لقد هضمت الدرس جيدًا وسأظل أكررها: لا أحد مهتم بك يا صديقي، تنسى كعود ثقاب اشتعلت به نارًا، طهوت بها طعامك الذي جرى الآن.. أنت تعرف أين جرى الآن، ستظل تُنسى كقلم جف حبره، فلم يعد له نفع.
أنت منسي يا صديقي فلا تحاول تذكرة أحد أين أنت؟ أو من أنت؟ ألم تقل لي من أنت بعد؟