
الظلام يبتلع الغرفة الأرضية لمنزل “طلعت المنياوي”، والذي يستخدمه الأحفاد مؤخرًا لاجتماعاتهم السرية. هناك حيث يتوسط الغرفة مصباحٌ يغلفه أحد الأطباق المعدنية، والمُسلط بشكلٍ كامل على الطاولة الضخمة من أسفله، فجعلها تبدو كطاولةٍ للتحقيقات العسكرية.تجمّع حول الطاولة خمسة مقاعد، احتلّها خمسة فتيات، تجلس كل واحدة منهن، وعلى وجهها هالة من الرعب والخوف. أعينهن تتلصص على من خلفهن بهلع، والتوتر والارتباك يتراقصان على الأوجه. يطول الوقت بهن وما زلن ينتظرن سماع الحكم على ما نطقن به، وكل واحدة منهن تخطف نظرة متوسلة، تستجدي فارسها أن يخفف عنها العقوبة.
ومن خلف الطاولة، حيث يقف الزعيم، ومن حوله يلتف الشباب جميعًا، كانت عينيه الخضراء تحتدّ غضبًا مميتًا بعد سماع ما قالته شقيقاته التوأم. ذلك الذي رغم صغر سنّه، إلا أنه كان الأجدر بينهم ليصبح الزعيم… زعيم مافيا الحي الشعبي!
تحرر الصمت من بينهن، فقالت ببكاءٍ اخترق قلب من يقف خلفها، مستندًا على الحائط:
“أنا عارفة إننا غلطنا لما خبينا من البداية، ويمكن ده السبب اللي خلا الموضوع يكبر بالشكل ده، بس آآ…”
قاطعها ذو العينين الخضراوين بإشارة يده، الزعيم المبجّل، الذي ترك مكانه، ودنى إلى مقعدها، ينحني ليصبح وجهه واضحًا لقربه من الضوء. راقب الفتيات جميعًا بنظرة حادة، وصاح بعنفوان:
“إيه اللي يخلي إنسان حقير زي ده يهددكم ويجبركم تشتغلوا معاه في القذارة دي؟!”
اسم الكتاب: [مافيا]
اسم الكاتب: [آية محمد رفعت]
تصميم الغلاف: [محمد دربالة]
مكان تواجدنا في المعرض: [صالة 1 – جناح A12
#مدينة _الادباء_للنشر_والتوزيع
نقلا عن مصادر معلنة للكُتـَّاب على فيس بوك