للمدن العتيقة رائحة لا يعرفها إلا من امتزج بسحرها وهو يعبرها ليل نهار، يتفاعل مع كميائها الخالدة، مع عناصرها الثمينة، مركباتها التي تتوارى وراء رائحة حجارتها التي استعصت إلا على أبنائها، ترمق أولئك الغرباء الذين جاءوا ليغيروا تفاعلاتها الأزلية، فتهبَ في وجوههم طاقة خلودها التي تضج بالحياة، جدرانها شاهقة الارتفاع، حجارتها التي غاب لونها، تآكلت بعض حوافها، فبدت موغلة في القِدم، فعندما تعبر المدخل الرئيسي، ينتثر الضوء من فتحات مواربة في سقف السوق العالي، يصافح وجهك، ويتراءى لك على بُعد خطوات فقط عالم مدهش في تفاصيله، تاريخ كامل مرَ من هنا؛ دكاكين صغيرة هي بوابات لعوالم كبيرة، وثروات ضخمة لعائلات حلبية عريقة سكنت أقدم مدينة مأهولة بالعالم…
نقلا عن دار الفؤاد للنشر والتوزيع بصفحتها الرسمية على فيسبوك
من رواية عبور آخر نحو الشمال
للكاتبة السورية د بهية كحيل
تصميم الغلاف: محمد محسن
ال7الكبار
معرض القاهرة الدولي للكتاب2025
صالة1 جناحA52






