
وكأنه كان ينقصني أن أسقط في هذه الحفرة …قالتها بكل ألم الدنيا يسري في روحها وليس في جسدها ؛ فالالام الروح أكثر وطاً من الالام الجسد .
“ورغم روحها المنكسرة فلقد كانت تمتلك شموخ الخيل العربي الأصيل “.
وبعد أن حاولت استجماع قوتها للتذكر ماحدث قبل لحظات ؛
تذكر ت ما حدث ..فقد كانت تسير في الطريق وكانها مسلوبة الإرادة والروح والعقل .
كأنها مسحورة بسحر عذاب الحب فهو أمر عذاب كما قالت أم كلثوم ” أمر عذاب احلي عذاب …عذاب الحب لاحباب”
ولكن ما كانت تشعر بيه ليس بعذاب هين بل هو انكسار روح .
ثم اكلمت حديث نفسها وقالت :
لقد كنت أسير في التحرك نحو بناء هدفي ؛ فلقد كنت أبني حياة جديدة بكل تفاصيلها …لقد كان عقلي مزدحم بالافكار ؛ الأفكار التي كانت لا تتوقف نهائي بل كانت تزداد يوماً بعد يوم منها ما هو يُسر الروح من غُمر السعادة , ومنها ما كان يقبض القلب من كثر الخوف .
ولكن خوفاً من من ؟!
خوفاً من حبيبها …شريكها ؟!
نعم إنه كان شريك القلب والروح والعقل ؛ أنه كان رفيق الدرب ونور العين الذي ينير ظلمات الحياة .
ولكن هيهات ….هيهات !
لقد كان وحشاً متخفياً في ثوب ملاك .
حاول كسر حاول كسر شموخي وعزة نفسي ؛ فانا تلك المهرة ذات الأصل العربي ..اتمتع بالقوة والأصالة .
فاختار من يكون فارسي وخيالي ؛ من يحق له السيطرة ع جموحي وقت غضبني .
من يحق له أن يأخذ شرف أني مهرته .
ولكن … لقد كان مخادعاً.
لقد كان يمتلك من قسوة العالم ما يكفي لكي يجعلني اسمع صوت روحي وهي تنكسر .
من صدمة حقيقته ….من ظلمه .
وازداد قهرا عندما لم يحصل ع مراده …مراده في أن يجعلها
مكسورة .
ولكن لم ولن يحدث ذلك .
فهي مهرة الأصل الأصيل …ذات الشعر الاسود .
وقوة الجسد .
ورجاحة وأصالة الخيول ؛ وهيام ونعومة الفراشات .
فلم ولن يستطع أي بشري مهما كان أن يجعلها ذليلة في يوما .
ما أن تذكرت حديث نفسها …تذكر أنها لم تكن بالوعي الكافي الذي يجعلها أن تري تلك اللافتة التي تحذر من وجود منطقة عمل هنا “حفرة لتصليح خط مياه “
ومن ثم !
فقد سقطت في تلك الحفرة .
وصرخت بكل قوتها قائلة : وكأنه كان ينقصني أن اسقط في تلك الحفرة .!