ياسمين محمد تكتب : سقوط حر – قصة قصيرة

وكأنني كان ينقصني أن أسقط فى هذه الحفرة !!
يا إلهي كيف لم الاحظها !
لم اشعر إلا بجسدي يرتطم على الأرض ليتحطم الباقي مني ، وكأن تحطم روحي لم يكفي ؛ فاكتمل اليوم بتحطم جسدى .
لكن هذا ما استحقه .. كيف ألتفت للحفرة ؟ وأنا أسير فى هذا الطريق ولا اعلم لاي مكان تأخذني قدمي ؟!
لم ألاحظ هذا الطريق الملئ بالكسور وبقايا المبانى.

على كل حال لا يختلف الطريق عن داخلى .
أنا ايضًا محطمه .

بعد محاولات فاشلة للخروج من الحفرة ..
جلست لعل أحدا يمر الآن وينقذني من هذا المأزق ..

جلست وأنا متعبه حقا ، أفكر فيما حدث اليوم .

كنت منغمسه فى عملي مثل أي يوم ..
وفجأه سمعت صوته فى الخارج يتحدث مع الموظفين فى الشركة ..
إنه هو ! بعد غياب ثمانية أشهر !!
يأتى من جديد .. أسمع صوته الآن ، أسمع ضحكاته .

شعرت بقلبي ينتفض من مكانه وكأنه يريد أن يخرج من بين أضلعي ويذهب إليه .
ليسأل عن حاله ، وعن أسباب غيابه ، عن انقطاع اتصاله المفاجئ ؟
وكأن لم يكن بيننا اى شئ !
ثمانيه أشهر وأنا في حيرة لا تنتهي ، ألف سؤال يدور فى عقلى يوميا ..

الآن حان الوقت لافهم
لم أستطع الإنتظار حتي يأتي إلى المكتب ..
تقدمت خطوات نحو الباب ، فتحته بحرصٍ شديد ونظرت من خلفه ….
وبالفعل رأيته .
” قلبي ينتفض بشدة مثل كل مرة يراه لم يتغير شى منذ أن عرفته وقلبي يريد أن يخرج من بين أضلعي ويذهب إليه “

لكن غريب ! جميع الموظفين يلتفون حوله !!
سلام حار ،قبلات ، ابتسامات، وجوه مندهشه ومبتسمه ..
لا يعقل أن يكون هذا كله بسبب الغياب فقط !
لابد وأن هناك شىء آخر ،ولابد ان اعرفه .

امسكت حقيبتي وقررت أن أخرج ، على كل حال هذا ميعاد الإنصراف .
خرجت وكأنني لم ألاحظ وجوده ..
ولكن صوت أحد أصدقائي يناديني .
ألتفت اليهم وألقيت عليهم التحيه وانا اخطف نظرى اليه سريعا . لا يهم الآن لماذا غاب المهم انه امام عيني ، لقد اشتقت إليه حقا .

_ صوت صديقي نفسه “ألم تباركي لصديقنا على خطبته ” !!
…….
اقول لنفسي : هل ما سمعته هذا حقيقي ؟!
اشعر أن قلبي يسقط من أبعد سماء .

بصعوبه رسمت ابتسامتي .
باركت له ؛ وأنا أنظر إليه وفى عيني ألف سؤال وسؤال .
شعرت بالارتباك فى نظراته..
نظرت له وانا أبحث عن إجابه تنفي ما سمعته .
لكن الإجابه ليست فى العيون ، الاجابه هو ما يحدث الآن !!

انهيت حديثي معهم سريعًا ، وخرجت بقلب محطم اسير ولا اعرف الى أين ..

لم اشعر بنفسي إلا وأنا ارتطم بالارض !
على ما يبدو أنه يوم السقوط. السقوط فى المفاجآت وفى الصدمات ، واخيرًا فى الحفر !

بعد مرور ساعتين أخرجني العمال من الحفرة .

أكملت طريقي إلى البيت ، وأنا اتمني لو أن هناك عمال ينقذون القلوب التي سقطت وتهشمت ! 

Related Posts

الأردن: أمل نابض وما وهنت الخطى
للاستاذ الاديب العربي محمد السيد

صدر عن دار ابن رشيق للنشر والتوزيع في الأردنالجزء الرابع من رباعيةأمل نابض وما وهنت الخطىللاستاذ الاديب العربيمحمد السيدبإشراف ابنته الدكتورة د. تمام محمد السيدمتوفر الان في دار ابن رشيق…

قريبا بالجامعات الأردنية: شفافية اتخاذ القرار الاداري في منظومة التعليم العالي

أ.سحر عيسىعن دار ابن رشيق للنشر والتوزيع في الأردنشفافية اتخاذ القرار الاداري في منظومة التعليم العاليقريبا في الجامعات الأردنية والعربيةنقلا عن رئيس مجلس ادارة الدار بفيسبوك