
على موقع Arabooks نعرض من كتاب من حياة شاب للكاتب أيمن محمد علي .
الصداقة الزائفة شر – أيمن محمد علي
صداقة زائِفة شرٌ من عداوة سافرة.
في الحقيقه لا أعلم من قائل هذه العبارة ولكنها فعليا تعكس حقيقه حكايتي التالية , أثناء شباب المراهقة وكنا في أيام الثانوية العامة بما فيها من ضغوطات ونفسيات متقلبة وتخوف من المستقبل وتعب من الحاضر مع قلق الأهل والأقارب وشماتة الحاقدين من حولك لأي حركة أو خطوة تقوم بها , لا شك أن كل هذا ليس من الحكمة ولم ولن يكون له أبدا نتيجة أو نهاية جميلة أو سعيدة. وفي إحدي نهايات آخر يوم في الأسبوع ومع نهاية يوم دراسي شاق اجتمعنا مع الأصدقاء في نفس الشارع وقررنا الخروج بسيارة أحد الأصدقاء والذي لحسن الحظ يملك رخصة قيادة ولا يمانع والده أن يستخدم سيارته, في تلك الأيام كنا فقط نستمتع بالخروج من المنطقة والتمشي بالسيارة في الشوارع دون قصد وجهة أو مكان معين ,
كنا خمس شباب عمرو ومحمد ومروان واسماعيل وأنا, واستمرت الرحلة ما يقارب الساعتين عندما وقعت مشادة كلامية بين صديقنا الذي يقود ومالك السيارة في نفس الوقت وبين مروان ونتج عن ذلك ان طلب عمرو وهو مالك السيارة أن ينزل مروان من السيارة عقابا على ما قاله, والذي كان صادما للكل ولكن للاسف لم يظهر أي أحد منا رد فعل ورضينا بما يقرره عمرو وبالفعل نزل مروان الذي كان غاضبا جدا ليس من عمرو مالك السيارة فقط ولكن من الأصدقاء اللذين لم يحركوا ساكنا ويمنعوا ما يحصل أو حتي يطالبوا بأن ينزلوا جميعا من السيارة لو نزل مروان , ويمكن لي أن أؤكد أن مروان في ذلك الوقت لم يتكلم ولا كلمة واحدة ولكن أتذكر جيدا ما تحدثت به نظرات عينه, والتي لم أرها من بعدها أبدا , والعجيب أن لا أنا ولا أحد من هذه المجموعة رأى نظرة مروان من بعد هذا الموقف المخزي مرة أخرى لأن مروان لم يرجع بالأساس إلى بيته من بعدها ويمكن أن يكون عمرو أو نحن جميعا سبب في ذلك , توفي مروان في حادث سيارة في تلك الليلة وهو في طريق الرجوع وحيدا مقهورا إلى بيته.
تعلمنا جميعا من هذا الموقف, تأثرنا لدرجة لا يمكن لأحد منا وصفها بحيث لم يستطع أحد منا الحديث مع الآخر من بعدها , لم نعد أصدقاء من بعد هذه الليلة ولا حتى جيرانا أو معارف كل شيء بيننا انتهي بنزول مروان من تلك السيارة حتي أنني لا أذكر من صداقتنا غير هذا الموقف المزيل,
انها بالطبع مشيئه الله عز وجل ولكل أجل كتاب ولكن أعتبر نفسي سبب ان لم يكن في نهاية حياة صديقي ولكن علي الأقل في الألم والوحدة اللتان عاشهما في آخر دقائق حياته.
لذلك لا تتهاون أبدا بالصداقة و من حولك فقد ينتهي كل شيء في اللحظة التي لا يمكن لك أن تتخيل وقبل حتي أن تتاح لك الفرصة أن تصحح ما قد قمت به, فليرحم الله مروان ويغفر لنا دنوبنا فكما قال الدكتور العظيم الراحل مصطفي محمود رحمه الله ” الصَّداقة الحَميمة علاجٌ أحْسنُ من الطّب ، الصّديق طبيب عظِيم لا يقدّر بثمَن”.