لم أرى أو أسمع بشيء أسوأ من هذا في تاريخ هذا البلد، الغلاء يلتهم كل شيء، وأنباء الانهيار الاقتصادي كابوسٌ يومي جاثم على مالية البلد كله، والخوف من تضاءل العملة مجددًا كلها عواملٌ في غاية الخطورة ..
لهذا عندما أنفقت رأسمالي الذي جمعتهُ في افتتاح مطعمٍ صغير كنت متفائلاً أكثر من اللازم ، لهذا فبعد شهرين فقط كنت قد خسرتُ أموالي ..
استدنت وأخذت قرضًا واثنين وطورّت المطعم دون ربح حقيقي ولكن المحصلة هي ضياعُ كل شيء..
كان اتخاذُ قرار البقاء صعبًا ، وقرار الإغلاق أصعب، وعزائي أن هذا صار حال معظم المحلات ..
لولا القروض لكنت قد أغلقت منذ زمن، الآن أنا باقٍ فقط لأخبرهم أنني لن أهرب حتى لو أورثني بقائي مزيدًا من الديون ..
لكني كنتُ أسقط، وكان لا بد من الارتطام ..
لكن من قال أنني أستسلم ..
كان يجب أن أستمع لنصائح الجميع، ألا ألجأ للقروض، ألا أبدأ أي مشروع اقتصادي الآن إلا لو كان خارج البلاد ، أخيرًا قررت إغلاق المطعم وليكن ما يكُون..
يكفي ما أصابني به من خسائر ولا أقصد المال، ذلك التشتت والتوتر والثقل والضياع في محاولة للوفاء بأي التزام ..
عندما حدث الارتطام وحجز الدائنون على ما تبقى من ممتلكاتي، فرغم ما أشعر به من قهر إلا أنني شعرتُ أنني ومنذ زمن طويل ، تحررت أخيرًا من عبء ثقيل !






