عبدالوهاب المسيري يتنبأ بنهاية الاحتلال !

طارق عميرة

يبدو المشهد مربكًا مفاجئًا , صار يوم السابع من أكتوبر يمثل صدمةً بالغة للمحتل الاسرائيلي وجيوش وأسلحة العالم الحديث من خلفِه , ومنذ أكثر من مئة يوم وهم يحاولون انتزاع أي نصر أو إحراز أي تقدم غير قائمٍ على الدجل والخدَاع الاعلامي وقصف الأبرياء , لكننا في اليوم المئة وواحد نقول – بيقين مستقر – أنهم فشلَة ومسخرَةٌ للعالم المتقدم , ومعجزةٌ غير مسبوقة في الحروب العسكرية .

الكل يتسائل كيف ستنتهي هذه الحرب , ولا أحد يعلم , لكنني أعلم بقدر أن السابع من أكتوبر لم يكن مفاجئًا في رسالته وقضيته كما كان مفاجئًا في مباغتته .

في يناير من العام 2007 صدر حوار صحفي فريد في عدد مجلة الشباب الصادرة عن مؤسسة الأهرام , الحوار يتنبأ بالمشهد الآن ويصفه بدقة وهو مع المفكر الكبير عبدالوهاب المسيري رحمه الله .

وسأبدأ باستعراض الأسئلة الثلاثة الأخيرة في ذلك الحوار للصحفي محمد شعبان , وأقتبس من يداية حديث الدكتور عن تلقيه بعد إنجاز موسوعة الصهيونية واليهودية أكثر من 13 تهديدًا بالقتل !

وقد كان سؤال المحرر عن آخر مشاريع الدكتور ليتحدث عن موسوعة نظرية وكتاب بعنوان ” الحوارات” وآخر بعنوان ” اللوبي ” وأنه حاليًا منشغلٌ في إنجاز كتاب حول نهاية إسرائيل .

ليسأل المحرر : بمناسبة هذا الكتاب .. ما هي النهاية المحتملة لهذا الكيان الصهيوني ؟

يقول الدكتور عبدالوهاب المسيري : نهاية اسرائيل تقترب ! , ولا أعني بذلك زوال اسرائيل والاسرائيليين وإنما ستحدث تحولات كبرى مثلما حدث في جنوب إفريقيا عندما تم فك الإطار العنصري واستوعب المواطنون , وأعتقد أن هذه رسالة يجب أن ترسلها المقاومة لاسرائيل بأن الحق سيسود وأننا لسنا جزارين ولا مصاصي دماء وإنما نسعى لإقامة العدل في الأرض – وأؤكد لا يوجد حل للقضية الفلسطينية في أجندة اسرائيل لذلك سيتواصل الصراع كما هو عليه إلى أن يحدث ما يحدث .. لذلك فإنني أطرح نموذج جنوب افريقيا لحل المشكلة .

يسأل المحرر سؤالاً ثم يسأل : وهل توجد سيناريوهات لنهاية اسرائيل ؟

يجيب الدكتور : أولا الاعلام المصري والعربي لا ينشر مطلقًا عن الهزائم الاسرائيلية حتى أننا في حرب لبنان جلسنا مدة طويلة قبل أن نسمع كلمة الفشل أو الاخفاق الاسرائيلي من المحطات التلفزيونية العربية أما الصحف الاسرائيلية فقد بادرت في الخوض في الأمر بعد اسبوع فقط من اندلاع الحرب , إذن الاعلام العربي لا يرى مؤشرات الهزيمة ولا يركز عليها لاعتقاده بأن اسرائيل قوة عسكرية لا تُهزم على الرغم من أن قبضة اسرائيل بدأت تقل بعد حرب الاستنزاف و 73 والانتفاضتين الأولى والثانية وحرب لبنان ولكن للأسف الخطاب التحليلي العربي تم تسييسه لهذا أخفق في رؤية الكثير من الحقائق والمعاني.

ويضيف الدكتور : وفيما يتصل بسيناريوهات النهاية من الصعب التنبوء بمدى زمني ولكن أعتقد أن النهاية ستكون تدريجية ! بشكل عام القضية ليست في تدمير اسرائيل بصاروخ وإنما في ازالة الاطار العنصري فهل هي مستعدة لتفكيك المستوطنات والتخلي عن القدس وقانون العودة للفلسطينيين والالتزام بحدود 67 ؟! وأذكر أنه في المؤتمر الصهيوني الأول كان الصهاينة يعتقدون أن أرض فلسطين خالية وعندما وجدوهم قالوا سنتولى أمرهم بعد ذلك ولم يأت هذا الوقت حتى الآن !

يسأل المحرر سؤاله الأخير : ولكن واقع الحال لا يشير إلى ذلك ما دامت الجيوش العربية لم تتحرك ولم تحدث تغيرات عالمية , فكيف إذن ستحدث هذه التحولات ؟

يقول الدكتور – في لحظة يتبين الآن أنها كان تجلّي – : لا يوجد سوى المقاومة الإسلامية في الأراضي المحتلة فهي التي أنقذت الشرق العربي والإسلامي فطالما تخاذلت الحكومات العربية وتواصل البطش الاسرائيلي , وستظل عقيدة الجهاد راسخة في أذهان هذه المقاومة لأنها تحارب من أجل إقامة العدل , وتقاتل الصهاينة وليس اليهود , لأن مشكلة اسرائيل ليست في أنها يهودية بل لأنها دولة تقول ( نحن دولة ليست لمواطنيها وإنما ليهود العالم .. وأننا في الشرق الأوسط ولسنا منه ! ) , مع العلم بأن هجرة اليهود إلى اسرائيل تضائلت جدا حيث يأتي في اليوم 150 مهاجر 8 منهم فقط يهود – في النهاية هذا عالم ” وثني ” القوة فيه تحكم وإن لم ألجدأ إليها فسيضيع حقي .

انتهى حوار الدكتور الذي نشر في عدد يناير 2007 من مجلة الشباب وكلماته متروكة أمامكم.

Related Posts

“فزّاعة الموت”.. كتاب جديد لـ”عمر غازي” يتناول العلاقة بين الفقد والحياة

صدر حديثَا عن أوراق للنشر والتوزيع في القاهرة، للكاتب والإعلامي عمر غازي كتاب بعنوان “فزّاعة الموت”، يتناول فيه موضوع الموت من منظور تأملي وفلسفي ونفسي، في محاولة لفهم أعمق للعلاقة المعقدة بين…

باسم خندقجي في تنمية ٣١ اكتوبر

نشرت صفحة مكتبة تنمية : لقاءٌ طال انتظاره ✨️يسعدنا في مكتبة تنمية، بالتعاون مع السفارة الفلسطينية في القاهرة، دعوتكم إلى حفل التوقيع والمناقشة الأول لأعمال الكاتب باسم خندقجي في مكتبة…