كم هو رائع أن يكون بحياتك إنسان ما ..
يغفر لك زلات لسانك حين تثور, يسامحك حين تغضب, لا يتصيد لك الكلمات والحروف، لا يُحَمّلك فوق احتمالك حين يطغى عليك حِملك ..
يتفهم أنك بتلك اللحظة لا ترجو منه سوى أن يحتويك، يُعيرك اهتمامه وقلبه وشعوره ووجدانه، أن يحتضن ذلك الطفل الغاضب الهائج .. هو لا يريد سوى حضن عميق يصرخ بداخله حتى يهدأ من تلقاء نفسه .. ولا يسمع صراخه أحد ..
هو بذات اللحظة .. غير مهيأ للنقاش الموضوعي أو التحليل المنطقي أو تتبع أول خيط الاتهام وتبادل إطلاق قذائف العبارات اللوامة .. أو أن تعاتبه عن استدارته عنك حين استنفدت أنت منه آخر شحنات طاقة الاحتمال لديه التي أتاك بها ..
أو أن تحاسبه وتلومه أنه بعنفٍ صفَقَ الباب وخرج من دون استئذانك وهو فاقد وعي إرادته .. أنت بذلك تحمّله فوق طاقته، فارحمه .. وأمهله حتى يستعيد توازنه و أناقته ..
وجود ذلك الإنسان بحياتك حقا يمنحك شعور الراحة والسكينة والدفء .. خاصة أنك لن ترهق نفسك المتعبة أكثر في مصالحته وبذل الجهود المضنية في تبرير و تفسير كلماتك وحروفك وإيماءاتك وتنهيداتك التي أساء فهمها .. فتُفرِغ إليه أوجاعك وآلامك دون اكتراث ..
إن مر بحياتك ذلك الانسان .. فأبلغه تحياتي .. و كن على يقين ..
أني أغبطك ..






