Basmala Elsayed
نشر الروائي والمؤلف أشرف الخمايسي عبر صفحته على فيس بوك:
شعار معرض “القاهرة” الدولي للكتاب دورة السنة دي ـ 2025 ـ ديني صريح، يعتمد الموافقة بين المصريين مسلمين ومسيحيين على مسار ما يسمى بـ”الوحدة الوطنية”، فاختار مفردة: “اقرأ”، وهي صدر الآية الأولى من سورة “العلق” في القرآن، وأردفها بالآية الأولى من إنجيل “يوحنا”: “في البدء كان الكلمة”.
هذا الدمج غير موفق بالمرة، إذ لو أمكننا تخليص مفردة “اقرأ” من عباءتها القرآنية، لتصير فعل أمر خاص بالقراءة عموما، لن يمكننا فعل ذلك بمفردة “الكلمة”، لن نستطيع مطلقا تخليصها من عباءتها الإنجيلية، فالمفردة في سياقها الإنجيلي تعني: الله، هكذا يكون معنى الآية: “في البدء كان الله”، ولفظ الجلالة مذكر، فإذا حاولنا تأنيث مفردة الكلمة، وكتبنا: “في البدء كانت الكلمة”، لنخلص المفردة من إنجيليتها، سنضطر إلى إنكار حقيقة إيمانية لا مراء فيها، وهي أن الله كان في البدء، لا الكلمة بمعناها العام. وهكذا لا يمكن تعديل “في البدء كان الكلمة” بأي حال من الأحوال.
فإذا صح أن هذه الدورة من معرض “القاهرة” للكتاب ترفع هذا الشعار، فهو شعار دعوي ديني خالص، لا يعبر بالحقيقة عن طبيعة الكتب في المعرض، والتي هي ثقافة متعدية الخصوص الديني إلى العموم الإنساني، وواضعه حاجة من اتنين، إما ثعلب “مكار”، فاهم بيعمل إيه بالضبط، أو دب “ساذج”، يقتل صاحبه فيما يظن أنه يحميه!
هذا غير الخطأ الإملائي الفادح في مفردة “اقرأ”، تحت الألف الأولى همزة لُمزَة، استعمارية، تحتل موقعا ليس لها بحق، أو بغير حق. وهذا عيب خطير، لا يليق بمنتدى صغير، فكيف بالواجهة الثقافية الكبرى لـ”مصر”: معرض “القاهرة” الدولي للكتاب!
Ara Books
